ثقافة الجنازات
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ثقافة الجنازات
من طرف Father Bolos Fouad الثلاثاء 21 يوليو - 6:47
[center]ثقافة الجنازات [/center]
كلما شاءت الظروف أن أحضر جنازة أحد الأحباء الراحلين ، سواء كانت خرجة الجنازة أو سرادق العزاء الذى يقام بقاعات الكنائس ، أتعجب كثيراً من جدوى ما يتم عمله ، وهل هناك فائدة روحية من جراء كل هذه الترتيبات أم أنها أصبحت مجرّد شكليات يقوم بها الناس كما لقوم عادة0
لقد تعلمنا منذ أيام الصغر أن مناسبات رحيل الأحباء هى فرصة رائعة لخلاص الأحياء الباقين على قيد الحياة0 ففى مناسبة رحيل أحد الأقرباء أو الأعزاء ، تكون المشاعر مهيأة لقبول كلمات التعزية والحديث عن فناء الدنيا ونعيم الآخرة0 أما ما نراه الآن فلا ينبىء من بعيد أو قريب عن حدوث أى فائدة من كل هذه الممارسات0
فعلى سبيل المثال أصبحت صلوات الجناز التى تقام على المنتقل مجرّد روتين يتم بصورة فارغة من مضمونها – ربما لعمل الجنازات فى كنائس معينة – تعود الآباء الخدام بها على وجود خرجة وإثنين وثلاثة فى اليوم الواحد، وأصبح المشهد متكرراً يوميا ، ففقدت هذه المناسبات جوهرها وتحولت إلى روتين يمارس بلا مشاعر، كما أن الإهتمام بنوعية صندوق الدفن وعدد المشيعين وترتيبات الجنازة من الناحية الإجتماعية وحضور شخصيات معينة من عدمها ، كل هذا وذاك أبعد الناس عن المضمون الحقيقى لمعنى إقامة صلاة على المنتقل فى الكنيسة والتى لا تخرج عن كونها إعلان للناس عن إنتقال شخص ما ، وأن الكنيسة التى عمدته فى طفولته ، هى هى الكنيسة التى ترده للسماء معلنة الصفح عنه ( من جانبها طبعاً ) ، وتكون فرصة لكل أحباء النفس المنتقلة أن تودعه للمرة الأخيرة0
أما فى سرادقات العزاء فالأمر يختلف تماماً0 ففى المساء ( أو مساء اليوم التالى لدفن المتوفى) تكون الأمور قد هدأت والمشاعر أكثر إتزاناً ، وبالتالى يتوافد المعزون لأداء واجب العزاء لأهل المتوفى، ويهمنا ملاحظة الأمورالتالية ، والتى تكاد تُفقد المناسبة جلالها وتُفرِّغها من مضمونها ولا يكون لها أى مردود روحى على الإطلاق:
(1) إنشغال الناس بالأحاديث الجانبية وتجاهل الواعظ الواقف يقدم كلمات الرجاء للخطاة ، ويحدِّث الناس عن الحياة الأبدية، مما يصرف أذهان السامعين عن متابعة موضوع العظة وبالتالى لا إستفادة0
(2) إنتشار ظاهرة التحدث فى التليفون المحمول كما لو كان الشخص فى نزهة أو زيارة عادية ، دون مراعاة لمشاعر أسرة المتوفى التى يكون الصمت فى الغالب هو أجمل ما نقدمه لهم إذا إنقطعت كلمات العزاء0
(3) إطالة بعض المتكلمين لأكثر من نصف ساعة يصيب غالبية الحاضرين بالمللل ، خاصة لو كان موضوع العظة غير مرتب أو محدد الهدف0 ويكفى الحديث المركّز لعشر دقائق لتوصيل رسالة روحية بدلاَ من الإطناب الذى ليس محله مثل هذه المناسبات0
(4) عادة ، وحينما لا يكون هناك آباء متكلمين ، يقوم العاملون بالكنيسة ( وهم تختلف ثقافاتهم عادة عن ثقافات أسرة المتوفى سواء فى التكوين النفسى أو الظرو ف أو الإحساس بالظروف )، فيبدأون فى تشغيل التسجيلات الصوتية عن طريق مكبرات الصوت بطريقة منفِّرة ، فإذا تصورنا أن السامعين إنخرطوا فى الأحاديث الجانبية غير ناظرين لهذه التسجيلات ، فلنا أن نتصور حالة المكان فى هذا الجو الغريب والذى لا يليق بحال من الأحوال بصالة للعزاء0
(5) حينما يتوافد المعزون على قاعة العزاء ، يبدأون فى تقديم العزاء والحديث مع هذا وذاك ، وغالباً يكون المعزون من الأقرباء والأحباء الذين لم يلتقوا مع بعضهم لشهور طويلة أو سنين0 فى نفس الوقت الذى يتعارض فيه الحديث أثناء إلقاء عظة0 لذا نرى أهمية وجود فاصل زمنى بين الكلمات ولا تكون بطريقة فورية عظة تلو العظة0 لأن فكرة تقابل الأحباء والأقرباء بعد طول غياب ، حتى لو كان فى جنازة ، فهو أمر مطلوب وله مردوده الذى لا يجوز تجاهله ، وعليه فإن إسناد مسألة إدارة قاعات العزاء ينبغى أن تكون لمن هم أعلى ثقافة وأكثر دراية بسلوكيات المجتمع المحيط0
ويفضل بالطبع ، فى حالة قِصَر الكلمات ، وووجود فاصل زمنى بين المتكلمين يكفى لتبادل التحية والعزاء – خاصة بعد طول غياب- يفضل أن يمتنع المعزون الوافدون عن تقديم العزاء حال دخولهم ووجود شخص يتكلم ، وإرجاء ذلك لحين الفراغ من كلمة العزاء، ويكون الفاصل الزمنى بين الكلمتين هو الفرصة المناسبة لخروج من أكمل واجب العزاء ، وقيام الوافدين بتقديم اعزاء0
الرب يعطنا حياة الإستعداد فى كل حين0
له كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين
كلما شاءت الظروف أن أحضر جنازة أحد الأحباء الراحلين ، سواء كانت خرجة الجنازة أو سرادق العزاء الذى يقام بقاعات الكنائس ، أتعجب كثيراً من جدوى ما يتم عمله ، وهل هناك فائدة روحية من جراء كل هذه الترتيبات أم أنها أصبحت مجرّد شكليات يقوم بها الناس كما لقوم عادة0
لقد تعلمنا منذ أيام الصغر أن مناسبات رحيل الأحباء هى فرصة رائعة لخلاص الأحياء الباقين على قيد الحياة0 ففى مناسبة رحيل أحد الأقرباء أو الأعزاء ، تكون المشاعر مهيأة لقبول كلمات التعزية والحديث عن فناء الدنيا ونعيم الآخرة0 أما ما نراه الآن فلا ينبىء من بعيد أو قريب عن حدوث أى فائدة من كل هذه الممارسات0
فعلى سبيل المثال أصبحت صلوات الجناز التى تقام على المنتقل مجرّد روتين يتم بصورة فارغة من مضمونها – ربما لعمل الجنازات فى كنائس معينة – تعود الآباء الخدام بها على وجود خرجة وإثنين وثلاثة فى اليوم الواحد، وأصبح المشهد متكرراً يوميا ، ففقدت هذه المناسبات جوهرها وتحولت إلى روتين يمارس بلا مشاعر، كما أن الإهتمام بنوعية صندوق الدفن وعدد المشيعين وترتيبات الجنازة من الناحية الإجتماعية وحضور شخصيات معينة من عدمها ، كل هذا وذاك أبعد الناس عن المضمون الحقيقى لمعنى إقامة صلاة على المنتقل فى الكنيسة والتى لا تخرج عن كونها إعلان للناس عن إنتقال شخص ما ، وأن الكنيسة التى عمدته فى طفولته ، هى هى الكنيسة التى ترده للسماء معلنة الصفح عنه ( من جانبها طبعاً ) ، وتكون فرصة لكل أحباء النفس المنتقلة أن تودعه للمرة الأخيرة0
أما فى سرادقات العزاء فالأمر يختلف تماماً0 ففى المساء ( أو مساء اليوم التالى لدفن المتوفى) تكون الأمور قد هدأت والمشاعر أكثر إتزاناً ، وبالتالى يتوافد المعزون لأداء واجب العزاء لأهل المتوفى، ويهمنا ملاحظة الأمورالتالية ، والتى تكاد تُفقد المناسبة جلالها وتُفرِّغها من مضمونها ولا يكون لها أى مردود روحى على الإطلاق:
(1) إنشغال الناس بالأحاديث الجانبية وتجاهل الواعظ الواقف يقدم كلمات الرجاء للخطاة ، ويحدِّث الناس عن الحياة الأبدية، مما يصرف أذهان السامعين عن متابعة موضوع العظة وبالتالى لا إستفادة0
(2) إنتشار ظاهرة التحدث فى التليفون المحمول كما لو كان الشخص فى نزهة أو زيارة عادية ، دون مراعاة لمشاعر أسرة المتوفى التى يكون الصمت فى الغالب هو أجمل ما نقدمه لهم إذا إنقطعت كلمات العزاء0
(3) إطالة بعض المتكلمين لأكثر من نصف ساعة يصيب غالبية الحاضرين بالمللل ، خاصة لو كان موضوع العظة غير مرتب أو محدد الهدف0 ويكفى الحديث المركّز لعشر دقائق لتوصيل رسالة روحية بدلاَ من الإطناب الذى ليس محله مثل هذه المناسبات0
(4) عادة ، وحينما لا يكون هناك آباء متكلمين ، يقوم العاملون بالكنيسة ( وهم تختلف ثقافاتهم عادة عن ثقافات أسرة المتوفى سواء فى التكوين النفسى أو الظرو ف أو الإحساس بالظروف )، فيبدأون فى تشغيل التسجيلات الصوتية عن طريق مكبرات الصوت بطريقة منفِّرة ، فإذا تصورنا أن السامعين إنخرطوا فى الأحاديث الجانبية غير ناظرين لهذه التسجيلات ، فلنا أن نتصور حالة المكان فى هذا الجو الغريب والذى لا يليق بحال من الأحوال بصالة للعزاء0
(5) حينما يتوافد المعزون على قاعة العزاء ، يبدأون فى تقديم العزاء والحديث مع هذا وذاك ، وغالباً يكون المعزون من الأقرباء والأحباء الذين لم يلتقوا مع بعضهم لشهور طويلة أو سنين0 فى نفس الوقت الذى يتعارض فيه الحديث أثناء إلقاء عظة0 لذا نرى أهمية وجود فاصل زمنى بين الكلمات ولا تكون بطريقة فورية عظة تلو العظة0 لأن فكرة تقابل الأحباء والأقرباء بعد طول غياب ، حتى لو كان فى جنازة ، فهو أمر مطلوب وله مردوده الذى لا يجوز تجاهله ، وعليه فإن إسناد مسألة إدارة قاعات العزاء ينبغى أن تكون لمن هم أعلى ثقافة وأكثر دراية بسلوكيات المجتمع المحيط0
ويفضل بالطبع ، فى حالة قِصَر الكلمات ، وووجود فاصل زمنى بين المتكلمين يكفى لتبادل التحية والعزاء – خاصة بعد طول غياب- يفضل أن يمتنع المعزون الوافدون عن تقديم العزاء حال دخولهم ووجود شخص يتكلم ، وإرجاء ذلك لحين الفراغ من كلمة العزاء، ويكون الفاصل الزمنى بين الكلمتين هو الفرصة المناسبة لخروج من أكمل واجب العزاء ، وقيام الوافدين بتقديم اعزاء0
الرب يعطنا حياة الإستعداد فى كل حين0
له كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين
- Spoiler:
Father Bolos Fouad-
عدد الرسائل : 56
العمر : 73
العمل : Priest
الحالة الاجتماعية : Married
تاريخ التسجيل : 18/07/2008
رد: ثقافة الجنازات
من طرف refataziz الثلاثاء 21 يوليو - 9:55
thank you for this nice words.
Refat Aziz, Vienna, Austria
please pray for us.
Thank You
Refat Aziz, Vienna, Austria
please pray for us.
Thank You
refataziz-
عدد الرسائل : 3
العمر : 124
العمل : BAWAG - PSK
الحالة الاجتماعية : AMS
تاريخ التسجيل : 20/04/2009
mena awny
تاريخ الميلاد:
النوع :
رد: ثقافة الجنازات
من طرف ghandy الجمعة 31 يوليو - 15:54
ربنا يعوض تعب محبتك يا ابانا العزيز وكلما عشنا معك كلما تعلمنا اكتر ولاكن المشكلة فى الناس ذات المناظر الخارجية ويذهبون للعزاء بدل تخفيف الحزن للاهل بكلمات طيبة يعتبر نفسةمن اهل المتوفى ويسير للاخرين حزنا باظهارة حزنة على المتوفى لو كل الناس مشيت بنظام قدسك لتعلمنا الكثير منك ادعو من اللة ان يفتح اذهان الجميع للفهم وربنا يعوض تعب محبتك
ghandy-
عدد الرسائل : 1
العمر : 44
العمل : علاقات عامة بكنيسة السادات
الحالة الاجتماعية : متزوج
تاريخ التسجيل : 23/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى