حيـاة التدقيــق

من طرف **makjak** الأحد 21 يونيو - 18:07

حياة التدقيق
بقلم القس بولس فؤاد سيدهم

التدقيق هو أن يكون الإنسان حساساً لكل تصرف وقول وفعل، لا يؤديه إلا بعد التأكد من مدى مناسبته لقامته الروحية ولمنهج الكتاب المقدس، وعدم إيذائه أو إساءته للآخرين0

وهو سلوك يجب أن يكون راسخاً ودائماً فى وجدان كل الناس0 فهو الميزان الحساس الذى به نقيس كل أمور حياتنا0

والإنسان المدقق روحياً هو الذى يحاسب نفسه أولاً بأول ويبكتها على الخطأ ويسعى لإصلاح ما أفسده بسرعة ولا يؤجل ذلك، ليس خوفاً من عقوبة وإنما كمنهج حياة إعتاد عليه0 حتى لا تجد الخطية لها مكاناً فى حياته ولا يعتاد عليها ، كما أنه يكون مبرراً أمام الله دائماً، سالكاً طريق التوبة الدائمة0

والمدقق إنسان يشعر بضعفات الآخرين وآلامهم ويلاحظ إحتياجات الناس النفسية والروحية قبل الجسدية ويسعى إلى تقديم ما يجب فعله لهم وبسرعة0

غير أن البعض يتحوّل لديهم التدقيق إلى نوع من الوسواس، فينشغلون بتوافه الأمور مما يعطّل نموهم الروحى 0فالصوم فى نظرهم هو الإلتزام بنوع الأكل فقط0 والإعتراف لا يعدو أن يكون مقابلة مع الكاهن الهدف منها هو الحصول على حل بالتناول0 والعطاء طالما تم حسابه على أساس العشور وبالمليم، فكل شىء تمامً0 كل هذه وساوس وليس تدقيقاً0 إن الإنسان المدققّ هو الذى يحاسب نفسه بنفسه على أخطائه وضعفاته وتصرفاته وحركاته وأقواله0 يسعى ألا يكون عثرة لأحد وأحسن منه ذلك الذى يمنع نفسه من الوقوع فى الخطأ قبل أن يحدث0

لو أن كل إنسان عاش حياة التدقيق كما ينبغى، لتحولت الأرض إلى سماء، ولأصبح الناس ملائكة تعيش على الأرض0

لنبدأ ياأخوتى بالسير فى حياة التدقيق طالبين معونة الله الذى بيده كل الأشياء0

" انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماءمفتدين الوقت لان الايام شريرة." (اف 5 : 15 – 16 )